في المقال السابق (1) أشرنا إلى أن اهتمام الناس في السنوات الأخيرة بزكاة أسهم الشركات المساهمة، وخصوصاً في شهر رمضان المبارك أمر محمود يستحق الشكر والاهتمام والتقدير، كما بينا أن تطبيق القانون رقم 46 لسنة 2006 بشأن إلزام الشركات المساهمة العامة والمقفلة لا تبرأ به ذمة المساهمين أمام هذه الشعيرة لأسباب تم ذكرها في المقال السابق، كما فصلنا القول في صورة من صور احتساب زكاة الأسهم، وتتمثل في أسهم المستثمر المضارب الذي يرغب ببيع أسهمه في فترة قصيرة الأجل تقل عن سنة.
أما في هذا المقال فسنبين فيه طريقة احتساب زكاة أسهم المستثمر الذي يرغب بتحصيل الأرباح السنوية ولا يرغب في بيعها في فترة قصيرة الأجل تقل عن سنة، فإن مثل هذا إن كانت الشركة تخرج الزكاة نيابة عن مساهميها ؛ فلا شيء عليه سوى تزكية التوزيعات النقدية- إن بقي منها شيء عند حولان الحول. أما إن لم تخرج الشركةُ الزكاةَ – وهذا هو الغالب – فإنه يجب عليه أن يقوم بتحديد يوم ليكون موعداً لإخراج زكاته كل عام، كالأول من شهر رمضان المبارك، ثم يقوم بالتعرف على قدر الزكاة في السهم من خلال دليل زكاة الأسهم الذي يصدره بيت الزكاة كل سنة، وسيجد في الدليل نسبة الزكاة الواجبة في كل سهم من أسهم الشركات المدرجة، وما عليه إلا أن يضرب عدد أسهمه – ومنها أسهم المنحة – في النسبة المبينة في الدليل وناتج الضرب هي الزكاة الواجبة عليه، ويتبين هذا الأمر في مستثمر يملك 10000 سهم في شركة معينة، فيتم احتساب زكاته وفق التالي:
نسبة الزكاة الواجبة في السهم 0.002 × 10000 سهم = 20 ديناراً كويتياً) + (التوزيعات النقدية– إن بقي منها شيء÷40 = رصيد الزكاة في التوزيعات النقدية) = رصيد الزكاة الواجب.
فإن لم يجد في دليل احتساب زكاة الأسهم الصادر عن بيت الزكاة نصيب زكاة السهم الذي يملكه، فإنه يجب عليه التحري – ما أمكن – وذلك بالنظر في الميزانية العمومية للشركة، فيقوم بحسم جميع المطلوبات – ما عدا الالتزامات الربوية – من جميع الأصول المتداولة الزكوية، والناتج هو الوعاء الزكوي، فيخرج منه 2.5775% وسيكون الناتج هو مقدار الزكاة على الشركة، ثم يقوم بقسمة هذا الناتج على عدد أسهم الشركة ليعرف المقدار الواجب عليه بالنظر لعدد أسهمه، فإن لم يتمكن من الحصول على الميزانية العمومية أو لم يعرف طريقة التعامل معها أخذ بالقيمة الإسمية لمجموع أسهمه، وضم إليها جميع التوزيعات النقدية، ثم يزكي من ذلك كله 2.5%، ويتبين هذا في شخص يملك 10000 سهم في شركة ما، وقامت بتوزيع أرباح قدرها 10% ولم يصرفها حتى حولان الحول فإن زكاته ستكون بالطريقة التالية:
عدد الأسهم 10000 سهم × القيمة الاسمية 100 فلس = 1000 دينار كويتي ÷ 40 = 25 ديناراً كويتياً + (100 ÷ 40 = 2.5) = رصيد الزكاة الواجب 27.5 ديناراً كويتياً.
وهذه الطريقة في احتساب زكاة الشركات المساهمة يستثنى منها أسهم الشركات ذات الأنشطة المحرمة، إذ الواجب في أسهمها أن يقوم المساهم بإخراج الزكاة عن أصل مبلغ الاستثمار دون النظر في الميزانية العمومية للشركة ولا توزيعاتها السنوية، إذ إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً.