الزكاة

 الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام لما روى عن ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنه؛ أَنَّهُ سمعَ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: “‌بُنِيَ ‌الإسلامُ ‌عَلَى ‌خمسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ، وَإِقَامِ الصَّلَاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ”، ونظراً لأهميتها فقد اقترنت في ستة وعشرين موضعاً في القرآن الكريم، منها قوله تعالى: ﴿ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾ (البقرة: ٤٣)، وقوله تعالى:

﴿إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ﴾ (المائدة: ٥٥)، وقوله تعالــى: ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ فَعَسَى أُولَئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ  (التوبة: ١٨)، وغير ذلك من أي القرآن العظيم.

  بينما ذكرت مفردة في ثلاثة مواضع فقط، منها قوله تعالى: ﴿ وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (الأعراف: ١٥٦).

 كما سمى القرآن الكريم الزكاة بأنها (صدقة) اثني عشرة مرة، منها قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ ( التوبة – الآية 60)، وكما جاء في الحديث الذي يرويه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ﷺ لما بعث معاذ إلى اليمن بين له فقال: “فأعلمهم أن الله افترض عليهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم … الحديث”.

بينما تم ذكرها بالمعنى في ثلاثة مواضع قَال تَعالى: ﴿الَّذِينَ هم عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ (23) والَّذِينَ في أمْوالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسّائِلِ والمَحْرُومِ (25)﴾ (المعارج 23 – 25).

كما تذخر اللغة العربية بالعديد من المعاني المختلفة للزكاة ومن تلك المعاني: الطهارة، والنماء، والزيادة، والبركة، وغيرها من المعاني التي وردت في آيات القرآن الكريم أو في الحديث النبوي.

كما تم تعريفها في الشرع بالكثير من التعريفات، منها ما ورد على لسان بعض الفقهاء بأن الزكاة هي: “التعبد لله تعالى بإخراج حق واجب مخصوص شرعاً من مال مخصوص في وقت مخصوص لطائفة مخصوصة بشروط مخصوصة”[1].

مما سبق يتبن لنا مدى أهمية فريضة الزكاة واهتمام الإسلام بها والحرص على القيام بها، والزكاة تختلف عن صدقة التطوّع إذ إنّ لكل نوع من أنواع الزكاة شروطاً خاصة يجب الالتزام بها بحسب ما بينها الدين الإسلامي بالأحكام التفصيلية أنواع الزكاة:

  • زكاة النقود التي بلغت النصاب المحدد شرعاً إذا مر عليها حول كامل (سنة هجرية)، مع مراعاة جميع الشروط اللازمة لها قبل تأديتها لمستحقيها.
  • زكاة الثمار والزروع التي بلغت النصاب، ويختلف الواجب فيها بحسب طريقة الري.
  • زكاة عروض التجارة والأنشطة التجارية التي بلغت النصاب (سنة هجرية) إذا مر عليها حول كامل.
  • زكاة الإبل والبقر والغنم التي بلغت النصاب (سنة هجرية) إذا مر عليها حول كامل.


[1]  الشرح الممتع لابن عثيمين 6/17

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

جديدنا!

حاسبة زكاة الأسهم